أحبتي القراء، نعيش في عالم متسارع، يملؤه المعلومات والأحداث التي نمر بها يوميًا، ومن هنا تأتي أهمية الذاكرة، ذلك الجسر السري الذي يربطنا بكل ما مضى ويحدد كيف نستقبل ما يأتي.
الذاكرة ليست وحدة واحدة ثابتة، بل عالم متشابك من الأنواع والوظائف المختلفة، وهذا ما سنكشف عنه اليوم، مركزين على نوعين أساسيين: الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة طويلة المدى.
كيف يمكن أن نحفظ رقم هاتف نسمعه للتو، ثم ننساه بعد دقائق؟ وكيف نتذكر، بعد سنوات، تفاصيل دقيقة عن موقف معين؟
هذه الأسئلة تقودنا إلى عالم الذاكرة قصيرة المدى، تلك المستودع المؤقت للمعلومات، الذي يتميز بسعته المحدودة وقدرته على الحفاظ على المعلومات لفترة قصيرة فقط.
ومن ثم نغوص في أعماق الذاكرة طويلة المدى، الخزان الضخم الذي يحتفظ بمعلوماتنا، مهاراتنا، تجاربنا، وحتى مشاعرنا لفترات طويلة، وأحيانًا للعمر كله.
في هذه المقالة، سنتعرف معًا على كيفية عمل كل نوع من أنواع الذاكرة في الدماغ ، وكيف يتفاعلان مع بعضهما لتشكيل خبراتنا وتعلمنا. وسنكتشف الطرق التي من خلالها نستطيع تقوية الذاكرة لتساعدنا اثناء الدراسة، مستعينين بالبحث العلمي والتجارب الحية والشخصية .
ملاحظة: إذا كنت ترغب في تعلم الكثير عن اجزاء الدماغ وكيفية الدراسة بذكاء ، فإنني أنصحك بمتابعة كورس سوبر دكتور.
في هذا الكورس، أشاركك ليس فقط أنواع الذاكرة في الدماغ، بل أيضًا استراتيجيات وأسرار عملية وعلمية لضمان تحقيق الامتياز في الجامعة، خاصةً في كلية الطب.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المقالة هي جزء من كورس سوبر دكتور، حيث نقدم محتوى أعمق وأكثر تفصيلًا حول تقنيات الدراسة الفعّالة.
للتعرف على المزيد، وللاستفادة من خصم خاص، يمكنك الانتقال إلى صفحة الكورس من هنا.
بداية ما هي الذاكرة ؟
الذاكرة هي وظيفة معقدة للدماغ تسمح لنا بتخزين المعلومات واسترجاعها. تعتبر الذاكرة جزءًا أساسيًا من عملية التعلم وهي ضرورية للتفاعل اليومي وتكوين الشخصية. إليك نظرة عامة على أساسيات الذاكرة:
ما هي أنواع الذاكرة في الدماغ:
سوف نسلط الضوء على كيفية معالجة عقولنا للمعلومات، مركزين على الدور الحيوي للذاكرة في التعلم.
تبدأ الرحلة بالمدخلات الحسية، حيث تلتقط حواسنا المعلومات من البيئة المحيطة.
يقوم انتباهنا بعد ذلك بتصفية هذه المعلومات وإرسال القليل منها إلى الذاكرة العاملة، وهي مثل غرفة انتظار تحتفظ بالمعلومات لفترة قصيرة وتعالجها.
من هنا، يمكن أن تنتقل المعلومات الثمينة إلى الذاكرة طويلة الأمد، حيث يمكن الاحتفاظ بها لفترات طويلة واسترجاعها عند الحاجة.
لكن، هناك دائمًا خطر النسيان، سواء كان ذلك بسبب التداخل، الضمور، أو الازاحة في الذاكرة ( اي عدم استخدام الطرق الصحيحة لتخزين المعلومات ) .
في هذا القسم ، سنكتشف كيف يمكننا تعزيز هذه العمليات وتحسين قدرتنا على الاحتفاظ بالمعلومات واسترجاعها بكفاءة عالية، بالتركيز على الأجزاء المختلفة من الذاكرة في الدماغ .
1- الذاكرة الحسية: تخزن المعلومات الحسية لفترة قصيرة جدًا (بضع ثوان)
الذاكرة الحسية هي البوابة الأولى التي تمر من خلالها المعلومات إلى الدماغ، وهي تلعب دورًا أساسيًا في كيفية تفاعلنا مع العالم المحيط. تخزن هذه الذاكرة الانطباعات الحسية لمدة قصيرة جدًا، وهنا بعض الأمثلة التي توضح كيفية عملها:
- الإضاءة الوميضة: لنفترض أنك تنظر إلى مصباح يومض بسرعة. حتى بعد إطفاء المصباح، قد تلاحظ أن صورة الضوء تظل موجودة لفترة قصيرة جدًا في ذهنك قبل أن تختفي. هذا مثال على الذاكرة الحسية البصرية، وتحديدًا ما يُعرف بـ”الذاكرة البصرية الشبكية”.
- صدى الأصوات: تخيل أن شخصًا ما ينادي اسمك ثم يصمت فورًا. حتى بعد توقف الصوت، ستلاحظ أنك لا تزال تسمع صدى الاسم في ذهنك لثوانٍ قليلة. هذه ظاهرة تُعرف بـ”الذاكرة السمعية” وهي تسمح لك بالاحتفاظ بالأصوات لفترة قصيرة بعد انقطاعها.
- لمسة سريعة: إذا لمست شيئًا بسرعة، مثل لمسة خفيفة على الذراع، فستشعر باللمسة للحظة حتى بعد رفع يدك. هذا مثال على الذاكرة الحسية اللمسية، حيث يتم تخزين الإحساس اللمسي لفترة وجيزة.
- الألوان المتغيرة: إذا نظرت إلى شاشة تعرض ألوانًا تتغير بسرعة، ستلاحظ أن كل لون يظل موجودًا في ذهنك لفترة قصيرة بعد تغيره. هذا يمثل الذاكرة الحسية التي تحتفظ بالانطباعات البصرية لفترة وجيزة.
- تذوق مفاجئ: لو تذوقت نكهة معينة بسرعة، مثل قطرة من عصير الليمون، فإن الطعم يبقى في فمك لثوانٍ بعد ابتلاعه. هذا مثال على الذاكرة الحسية التذوقية.
تعمل الذاكرة الحسية كنظام فلترة، يتيح للدماغ التقاط المعلومات الحسية الأكثر أهمية وإرسالها للمعالجة العميقة، بينما يتم تجاهل المعلومات غير الضرورية. هذا النظام يلعب دورًا حاسمًا في كيفية تفاعلنا مع بيئتنا وكيف نستجيب للمثيرات المحيطة بنا.
2-الذاكرة قصيرة المدى/العاملة: تحفظ المعلومات لفترة قصيرة (حوالي 20-30 ثانية) وتعمل على معالجتها. الذاكرة العاملة تشمل التفكير في المعلومات الجارية معالجتها.
الذاكرة قصيرة المدى أو الذاكرة العاملة تعتبر مركز القيادة والتحكم للعديد من وظائفنا الذهنية اليومية. تمكننا من الاحتفاظ بالمعلومات بشكل مؤقت والتعامل معها في الوقت نفسه. فيما يلي بعض الأمثلة التوضيحية لكيفية عملها:
- حل مسألة رياضية في ذهنك: عندما تحاول حل معادلة رياضية بسيطة في ذهنك، مثل 15 + 26، فإنك تستخدم الذاكرة العاملة للاحتفاظ بالأرقام والعمليات الحسابية ومعالجتها للوصول إلى النتيجة.
- تذكر تعليمات قصيرة: إذا طُلب منك جلب بعض الأغراض من متجر، مثل الخبز والحليب والجبن، فإنك تستخدم الذاكرة العاملة لتذكر هذه القائمة القصيرة خلال ذهابك إلى المتجر.
- قراءة وفهم نص: عندما تقرأ مقالاً أتغ٦اهو قصة، فإن الذاكرة العاملة تساعدك على تذكر الجمل التي قرأتها للتو وربطها بما تقرأه حاليًا، مما يمكنك من فهم النص بشكل متواصل.
- متابعة تعليمات الطهي: عندما تتبع وصفة طبخ، تحتفظ الذاكرة العاملة بالخطوة التي أنت فيها وما يجب أن تفعله بعد ذلك، مما يسمح لك بإتمام الوصفة بنجاح.
- المشاركة في محادثة: أثناء المحادثة، تستخدم الذاكرة العاملة لتذكر ما قاله الشخص الآخر للتو، بحيث يمكنك الرد بشكل مناسب ومتابعة المحادثة.
- تذكر رقم هاتف مؤقتًا: عندما يخبرك شخص ما برقم هاتفه لتسجيله أو الاتصال به لاحقًا، تحتفظ الذاكرة العاملة بالرقم لبضع ثوانٍ أو دقائق حتى تتمكن من استخدامه.
كل هذه الأمثلة توضح كيف تعمل الذاكرة العاملة كمنصة لمعالجة المعلومات وتمكيننا من أداء مهام متعددة تتطلب تركيزًا وتفكيرًا فوريًا.
الذاكرة طويلة المدى: يتم تخزين المعلومات هنا لفترات طويلة، وأحيانًا للعمر كله.
مكونات الذاكرة طويلة المدى:
- الذاكرة الدلالية: تخزين المعرفة العامة مثل الحقائق والمعلومات.
- الذاكرة الإجرائية: تخزين المهارات وكيفية القيام بالأشياء.
- الذاكرة الحلقية: تخزين الذكريات الشخصية والتجارب.
مثال على الذاكرة الدلالية: تذكر حقائق مثل “القاهرة هي عاصمة مصر”.
مثال على الذاكرة الإجرائية: القدرة على ركوب الدراجة أو السباحة دون الحاجة إلى التفكير بشكل واعي في كل حركة.
مثال على الذاكرة الحلقية: تذكر تجربة شخصية مثل يوم تخرجك من الجا
كيف تتم عملية تخزين المعلومات (عملية الذاكرة) :
- التشفير: تحويل المعلومات الواردة إلى شكل يمكن للدماغ معالجته وتخزينه.
- التخزين: الاحتفاظ بالمعلومات في الدماغ.
- الاسترجاع: القدرة على الوصول إلى المعلومات واستخدامها عند الحاجة.
عوامل تؤثر على الذاكرة:
- التكرار: التكرار المتكرر يعزز الذاكرة وقد بينت تأثيرها في مقالة التكرار المتباعد ومقالة شرح تطبيق انكي .
- الفهم: فهم المعلومات يجعل من الأسهل تذكرها.
- الارتباط: ربط المعلومات الجديدة بمعلومات معروفة يساعد في تذكرها.
- العواطف: الذكريات ذات الصلة العاطفية غالبًا ما تكون أقوى.
- الصحة البدنية والنفسية: النوم، التغذية، والصحة العقلية كلها تؤثر على الذاكرة.
في السياق التعليمي والتطبيق العملي، يمكن تحسين الذاكرة من خلال استراتيجيات مختلفة مثل الربط، تقسيم المعلومات إلى أجزاء صغيرة، واستخدام تقنيات مثل القصص والألعاب لتعزيز التعلم
كيف نستطيع تحسين وتطوير الذاكرة طويلة المدى والذاكرة القصيرة المدى ؟
تطوير الذاكرة يتطلب استراتيجيات وطرق دراسية متنوعة تناسب طبيعة الدماغ البشري وكيفية عمله. إليك بعض الطرق والتقنيات التي أطبقها بشكل يومي اثناء دراستي في كلية الطب وقد اثبتت فعاليتها على مدار السنين :
1. التكرار المتباعد (Spaced Repetition):
التكرار المتباعد هو تقنية تعلم تعتمد على مراجعة المعلومات بفواصل زمنية متزايدة، لتعزيز الاحتفاظ بالمعلومات طويلة المدى.
يساعد هذا الأسلوب على تجنب النسيان ويحسن من كفاءة الذاكرة، مما يعزز الفهم والاستيعاب لفترات أطول.
وهو واحد من الطرق التي يستخدمها الطلاب وخصوصا طلاب الطب حول العالم وهو واحد من التطبيقات التي استخدماها بشكل يومي اثناء دراستي بل وهو سر نجاحي في كلية الطب ,
وقد قمت بشرح كامل لكيفية استخدامه مع تطبيق انكي في مقال 👈🏻 شرح تطبيق انكي – دليلك الشامل لمعلومات بلا نسيان ( الفلاش كارد )
2. الربط والارتباط (Association):
وهي ربط المفاهيم الصعبة بتجارب شخصية أو أحداث مألوفة، مما يجعلها أسهل للتذكر. وهذه تعتبر من الطرق الفعالة التي يجب استخداما بشكل كبير لربط المعلومات وبالتالي تقوية الروابط العصبية.
3. التصور الذهني (Visualization):
التصور الذهني امر مهم كما نعلم اثناء الدراسة، حيث يعتمد على تحويل المعلومات إلى صور ذهنية. وهذا ما نستخدمه في اثناء دراستنا مادة تشريح الجسم , نقوم بتخيل العضلات مع الشرايين من اين تخرج ومن اي منطقة تمر والى اي منطقة هي ذاهبة ..
4. التعلم4. النشط (Active Learning):
هذه الطريقة تعمل على تنشيط “الذاكرة قصيرة المدى” من خلال المشاركة الفعالة وطرح الأسئلة. تساعد هذه العملية على نقل المعلومات بشكل أكثر فعالية إلى “الذاكرة طويلة المدى” لأنها تجعل المعلومات ذات معنى وارتباط بالتجارب الشخصية.
ومن التطبيقات على طريقة الاكتف ريكول او active recall :
- حل الأسئلة – وتقسم الى حل الاسئلة قبل الدراسة وبعدها
- اعادة صياغة المعلومة بلغتك الخاصة
- تطبيق طريقة العالم *feynman study technique*
وقد شرحت في هذه الطريقة في مقال 👈🏻 أفضل طريقة للمذاكرة | طريقة المذاكرة الصحيحة باستخدام ال Active Recall .
5. استخدام القصص والأمثلة
ربط المعلومات بقصص وأمثلة يعمل على تعزيز ارتباطها في “الذاكرة طويلة المدى”، حيث يسهل استرجاع المعلومات المتصلة بسياقات وقصص معروفة.
مثلا لفهم مبدأ الجاذبية، تتخيل قصة حول كيف أن التفاحة التي سقطت على رأس نيوتن قادته لاكتشاف قوانين الحركة
6. التدريس للآخرين:
التدريس للآخرين، مثل شرح طريقة حل معادلة رياضية معقدة لأخيك الصغير، هو أسلوب فعّال للغاية في التعلم وتعزيز الذاكرة. عندما تشرح مفهومًا لشخص آخر، فإنك لا تكرر المعلومة فحسب، بل تعيد تنظيمها وتوضيحها بطريقة تُسهل فهمها. هذا يتطلب فهمًا عميقًا وشاملاً للموضوع، وهو ما يحفز “الذاكرة قصيرة المدى” في البداية لجمع وتنظيم المعلومات.
عندما تقوم بتدريس المادة، فإنك تستخدم “الذاكرة العاملة” لاستدعاء المعلومات، تنظيمها بطريقة منطقية، واستخدامها بفعالية أثناء الشرح. هذا النشاط يزيد من فهمك للمادة ويساعد على تحويل المعلومات من “الذاكرة قصيرة المدى” إلى “الذاكرة طويلة المدى”.
العملية التي تحدث هي أنك بينما تشرح المادة، فأنت تعيد استخدام المعلومات بطرق مختلفة وتجمعها بشكل يعزز الروابط العصبية في الدماغ.
هذا يساعد على تعميق الفهم وتعزيز القدرة على تذكر المعلومات لفترة أطول. كما أن تبسيط المفاهيم المعقدة للآخرين يعمل على تعزيز القدرات التحليلية والتفكير النقدي، وهما مهارتان مهمتان لتعزيز القدرة على التعلم والاستيعاب.
7. التعلم الجماعي:
الدراسة في مجموعات تعمل على تحفيز كل من “الذاكرة قصيرة المدى” و”الذاكرة طويلة المدى” من خلال التفاعل والمناقشة، مما يعزز التذكر والفهم.
8. استخدام الرسوم البيانية والخرائط الذهنية:
استخدام الرسوم البيانية والخرائط الذهنية هو أسلوب فعال لتنظيم المعلومات وتسهيل فهمها وتذكرها. الخرائط الذهنية، بشكل خاص، هي أداة تصورية تسمح لك برؤية العلاقات بين المفاهيم المختلفة وتنظيم المعلومات بطريقة أكثر تماسكًا وفاعلية.
كيف تعمل الخرائط الذهنية؟
- تنظيم المعلومات: تتيح لك الخرائط الذهنية تنظيم المعلومات حول موضوع مركزي، ومن ثم توزيع الأفكار الفرعية حول هذا المركز بطريقة منظمة.
- تحفيز الذاكرة البصرية: العناصر البصرية مثل الرموز، الألوان، والصور المستخدمة في الخرائط الذهنية تحفز الذاكرة البصرية، مما يسهل تذكر المعلومات.
- ربط المعلومات: من خلال ربط الأفكار ببعضها البعض، تساعد الخرائط الذهنية في فهم كيف تتفاعل المفاهيم المختلفة وتؤثر على بعضها.
- تسهيل مراجعة المعلومات: يمكن استخدام الخرائط الذهنية كأداة للمراجعة، حيث توفر نظرة عامة سريعة وشاملة للموضوع.
وهنا مثال على الخرائط الذهنية :
9.استخدام ال (Mnemonics):
استخدام الأدوات المساعدة مثل القوافي والأحرف الأولى يساعد في تخزين المعلومات بطريقة منظمة وسهلة الاسترجاع في “الذاكرة طويلة المدى”.
- القوافي والأغاني: تحويل المعلومات إلى قافية أو أغنية يسهل تذكرها. مثلاً، يمكن استخدام قافية لتذكر الكواكب في المجموعة الشمسية.
- الأحرف الأولى: إنشاء كلمة أو جملة باستخدام الأحرف الأولى من قائمة المعلومات. مثل استخدام “HOMES” لتذكر البحيرات العظمى في أمريكا الشمالية (Huron, Ontario, Michigan, Erie, Superior).
- الصور الذهنية: تصور صورة ذهنية ترتبط بالمعلومة. على سبيل المثال، تخيل صورة شمس تضحك لتذكر أن الشمس هي مركز المجموعة الشمسية.
- الجمل المساعدة: إنشاء جملة تحتوي على كلمات تبدأ بنفس الحرف الأول للمعلومات التي ترغب في تذكرها. مثل “كل طالب يقدر المعلم جدًا” لتذكر الطبقات الجيولوجية (كريتاسي، طباشيري، يوراسي، قمبري، ميوسين، جوراسي).
استخدام ال mneomonics وخصوصا في كلية الطب يختصر الكثير من الوقن والجهد ويعزز الحفظ :
وقد لاحظت تأثيرها لأول مرة عندما كنت جالسا في قاعة الاختبار , فتذكر كلمة واحدة فقط تساعدك على حل سؤال بالكامل .
وقد تكلمت عنها كثيرا في الكورسات التي اقدمها .
اليك مثالا منها :
10. التفاعل مع المواد الدراسية:
استخدام التطبيقات والبرامج التعليمية التفاعلية يعزز من “الذاكرة قصيرة المدى” ويسهم في نقل المعلومات إلى “الذاكرة طويلة المدى” من خلال توفير تجربة تعليمية غنية ومشوقة.
- استخدام القوافي، الأحرف الأولى، أو الجمل المساعدة لتذكر مجموعات معلومات معينة.
11. التفكير النقدي والتحليلي (Critical and Analytical Thinking):
لتفكير النقدي والتحليلي يعد من الأساليب الأساسية في التعلم الفعّال، ويشمل تقييم المعلومات بشكل عميق ومنهجي لفهمها بشكل أفضل واتخاذ قرارات مستنيرة.
بالمختصر : دائما استخدام سؤال لماذا , وكيف !!
مثلا كيف ولماذا تزيد نسبة السكر في الدم ؟؟ ما هي العوامل ماهي المؤثرات وهكذا .
كيف يعمل التفكير النقدي والتحليلي؟
- تقييم المعلومات: يتضمن تحليل البيانات والحجج والادعاءات بشكل نقدي لتحديد صحتها وموثوقيتها.
- التمييز بين الحقائق والآراء: يركز على القدرة على التفريق بين الحقائق الموضوعية والآراء الشخصية أو التحيزات.
- التفكير المنطقي: يشمل استخدام المنطق والاستدلال لفهم العلاقات بين الأفكار والمفاهيم.
- حل المشكلات: يتضمن تطبيق المعرفة والمهارات التحليلية لإيجاد حلول للتحديات والمشكلات المعقدة.
تلخيص سريع : أنواع الذاكرة في الدماغ – الذاكرة طويلة المدى والذاكرة القصيرة المدى.
في ختام مقالنا، دعونا نلخص كيفية عمل الذاكرة في أدمغتنا.
العملية تبدأ بالمعلومات الحسية التي نتلقاها من العالم من حولنا، والتي تُفلتر عبر الانتباه الذي يقوم باختيار جزء صغير فقط من هذه المعلومات ليتم معالجته.
تدخل هذه المعلومات إلى الذاكرة العاملة، حيث قدرتها محدودة بعدد قليل من الوحدات أو ‘القطع’.
من هنا، يتم ترميز بعض هذه القطع ليتم تخزينها في الذاكرة طويلة الأمد، والتي لها القدرة النظرية على التخزين غير المحدود. هذه العملية تتضمن مراحل التشفير، الاسترجاع، والنسيان، الذي يمكن أن يحدث بسبب الضمور أو الازاحة في الذاكرة العاملة، أو التداخل في الذاكرة طويلة الأمد.
لذلك، يجب علينا استخدام استراتيجيات فعالة لتعزيز الذاكرة ( التي ذكرتها في المقالة ) وتقليل النسيان. هذه الاستراتيجيات تشمل التكرار المتباعد، التعلم النشط، استخدام القصص والأمثلة، التدريس للآخرين، وغيرها من الطرق التي تساعدنا على تحويل المعلومات من مجرد مرور في الذاكرة العاملة إلى معرفة دائمة في الذاكرة طويلة الأمد.
اذا اعجبتك المقالة وحققت لك الفائدة لا تنسى مشاركتها مع اصدقائك .
وفي النهاية لا تنسانا من صالح دعائك.
وايضا لا تنسى الاشتراك في قناتي على اليوتيوب من هنا حيث أشارك فيها مواضيع عديدة في تنظيم الوقت والدراسة.
كل الاحترام لكاتب المقال الموضوع جميل جدا ومفيد
شكرًا على كل هده المعلومات القيمة